تقوم فكرة السجن والاعتقال في أساسها على فكرة بسيطة، ولكنها مركبة في آن، هي احتجاز جسد الأسير/ة، ومنعه/ا من حرية الحركة والتنقل. مؤسسة السجن في الحالة الإسرائيليّة، ليست استثناءً، ولكن الاستثناء هو أنها في سياق دولة احتلال، قامت على فرضية أساسيّة بأن فلسطين "أرض بلا شعب، لشعب بلا أرض"، وبالتالي فـ"الدولة الإسرائيليّة" و"مؤسساتها" تقوم على فكرة تغييب الجسد الفلسطيني، وليس سجنه فحسب.
إذن، هناك مشتركٌ (ما) بين الفلسطيني/ة الأسير في سجون الاحتلال، والفلسطيني/ة الواقع/ة تحت الاحتلال في فلسطين، وكذلك سياسات السجون تجاه الأسرى، والسياسات الإسرائيليّة تجاه الفلسطيني، ما يجعل إضراب الأسرى/الأسيرات نوعًا من مقاومة الاحتلال الواقع على الأسير/ة وغيره/ا من الفلسطينيين/الفلسطينيات معًا، لأن السجّان واحد بالنهاية، وبالذات، لأنّ إضراب الأسرى/الأسيرات، هو مواجهة مع البنيّة الأكثر فاعلية وتأثيرًا على الجسد الفلسطيني، وهي بنيّة الاعتقال، وسلب الحق في الحياة.
السجن يتحكم في الجسد الأسير، من خلال سياسات الجسد وسياسات الحركة، وبالتالي فما معنى أن يُضرب/تُضرب الأسرى/الأسيرات عن الطعام؟ ألا يعد هذا انتحارًا؟
إذا افترضنا كما تقول جوديث باتلر: "لا جسد، لا سياسة"، فمن خلال إضراب "مي وملح" للأسرى/ الأسيرات الفلسطينيين/الفلسطينيات، يمكننا تأمل بنية مؤسسة الدولة، وتفكيك آليات إنتاج الفرد الإسرائيلي والفرد الفلسطيني فيها، ورسم إمكانات المواجهة، المقاومة والانتصار.
فما الذي يجعل تهريب نُطف الأسرى الفلسطينيين لزوجاتهم في الخارج انتصارًا؟ وما الذي يجعل "ساعة الشمس في السجن" –كما أسماها الشاعر محمود درويش- أداة سيطرة وتحكم؟
Back to All Events
Earlier Event: April 3
Qur'an of the Oppressed: Liberation Theology and Gender in Islam
Later Event: July 15
Migration Diplomacy in the Eastern Mediterranean